كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



أهله ومطالعة(الصحيحين (1)) ولو عاش لسبق الكل في ذلك الفن بيسير من الأيام.
قال:ولم يتفق له أن يروي ولم يعقب إلا البنات وكان له من الأسباب إرثا وكسبا ما يقوم بكفايته وقد عرضت عليه أموال فما قبلها.
قال:ومما كان يعترض به عليه وقوع خلل من جهة النحو في أثناء كلامه وروجع فيه فأنصف واعترف أنه ما مارسه واكتفى بما كان يحتاج إليه في كلامه مع أنه كان يؤلف الخطب ويشرح الكتب بالعبارة التي يعجز الأدباء والفصحاء عن أمثالها.
ومما نقم عليه ما ذكر من الألفاظ المستبشعة بالفارسية في كتاب(كيمياء السعادة والعلوم)وشرح بعض الصور والمسائل بحيث لا توافق مراسم الشرع وظواهر ما عليه قواعد الملة وكان الأولى به- والحق أحق ما يقال- ترك ذلك التصنيف والإعراض عن الشرح له فإن العوام ربما لا يحكمون أصول القواعد بالبراهين والحجج فإذا سمعوا شيئا من ذلك تخيلوا منه ما هو المضر بعقائدهم وينسبون ذلك إلى بيان مذهب الأوائل على أن المنصف اللبيب إذا رجع إلى نفسه علم أن أكثر ما ذكره مما رمز إليه إشارات الشرع وإن لم يبح به ويوجد أمثاله في كلام مشايخ الطريقة مرموزة ومصرحا بها متفرقة وليس لفظ منه إلا وكما تشعر سائر وجوهه بما
__________
(1) ذكر الحافظ ابن عساكر كما سينقله المؤلف عنه 334: أنه سمع صحيح البخاري من أبي سهل محمد بن عبيد الله الحفصي.
وتقدم في ترجمة الرواسي ص 318 أنه قدم طوس في آخر عمره فصحح عليه الامام الغزالي " الصحيحين " وفي الترجمة أيضا ص 319 أنه لما قدم طوس أنزله أبو حامد الغزالي عنده وأكرمه وقرأ عليه الصحيح ثم شرحه.